
استطلاع رأي- سايس بريس : 80% من شباب الأحياء الشعبية- المستجوبون- استحسنوا رمزية الصورة.
في لقطة أثارت الكثير من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر رئيس جماعة مكناس، عباس لومغاري، وهو يشارك شخصيا في تنظيف مسبح بلدي، في مشهد غير مألوف من منتخبين اعتاد المواطن رؤيتهم في فضاءات البروتوكول او تعود على عدم رأيتهم بشكل تام.
هذه الصورة ، التي رأى فيها البعض سلوكًا شعبويًا، كانت موضوع استطلاع رأي ميداني أُجراه موقع سايس بريس في أحد الأحياء الشعبية بمكناس، مستهدفًا فئة عمرية بين 18 و42 سنة، لكشف كيف استقبل الشباب هذه الصورة، وما إذا كانوا يرون فيها فعلا رمزيا يستحق التنويه، أم مجرّد لقطة للاستهلاك الإعلامي.
كشفت نتائج الاستطلاع أن 80% من الشباب عبّروا عن استحسانهم للمبادرة، معتبرين أن مشاركة رئيس الجماعة في عمل ميداني بهذا الشكل تعكس تواضعا وقربا من المواطن، وتكسر الصورة النمطية للمسؤول لي ساد على راسو.
أحد المستجوبين علق بالقول: (ماشي مهم شنو الهدف، المهم دار حاجة زوينة وحنا بغينا مسؤولين بحالو). وآخر أضاف ( المهم خدام، وهادشي كيعطي شوية ديال الأمل..)
ما يلفت في أجوبة المستجوبين هو أنهم أكثروا من ذكر اسم مولاي عباس دون أي إشارة تُذكر إلى انتمائه السياسي أو لائحته الانتخابية، ما يُعطي الانطباع بأن الاستقبال الإيجابي للمبادرة كان شخصيًا ورمزيا أكثر مما هو سياسي أو حزبي. فالصورة التي ترسخت في ذهن فئة كبيرة من المستجوبين كانت صورة الرئيس الخدوم لا الفاعل الحزبي
ومن بين ملاحظاتنا المنهجية، نُسجل أننا لم نسأل الشباب المستجوبين عمّا إذا كانوا مسجلين في اللوائح الانتخابية أو يشاركون في العملية السياسية بشكل فعلي، ما يعني أن هذه المواقف لا تعني بالضرورة تأييدا انتخابيًا، بقدر ما تعكس انطباعا عاما عن صورة رئيس الجماعة في المخيال الشعبي المحلي.
رغم أن 20% من المستجوبين أبدوا تحفظات على الخطوة، واعتبروها استعراضا شعبويا لا يعوض غياب التدبير الهيكلي، إلا أن النسبة الكبرى تفاعلت مع المبادرة بشكل إيجابي. ويبدو أن في زمن فقدان الثقة في السياسة، اصبحت الرمزية البصرية للمسؤول القريب من المواطن تكفي أحيانا لاستعادة شعور بالأمل والانتماء.
يبقى السؤال مفتوحا: هل تكفي لقطة رمزية مثل تنظيف مسبح بلدي لإعادة بناء الثقة في المنتخبين المحليين؟ وماذا لو تحولت هذه الرمزية إلى تقليد ميداني يومي وليس فقط لقطة معزولة؟ الأكيد أن الشباب في مكناس، خاصة في الأحياء الشعبية، لا .يبحثون فقط عن ولد الشعب، بل عن رئيس يخدم الشعب.
هيئة التحرير