
فاس مكناس... جهة تحضن كأس العالم و لا تمارس فيها كرة القدم!
بوشتى الركراكي: بينما تستعد جهة فاس مكناس لاحتضان فعاليات كأس العالم 2030، تعيش عصبتها الجهوية لكرة القدم شللا تاما، يكشف مفارقة صارخة بين الصورة المنتظرة والطابع الحقيقي للمشهد الرياضي بالجهة.
عصبة فاس مكناس لكرة القدم تعيش اليوم على إيقاع صراعات تنظيمية حادة، حيث عجزت عن عقد جمعها العام الانتخابي، ما أثر بشكل مباشر على قانونية المكتب المديري الحالي. وكنتيجة لذلك، توقفت بطولة العصبة بكل أقسامها وفئاتها، سواء لدى الذكور أو الإناث، ما تسبب في شلل كلي لأجهزتها، بما في ذلك الإدارة التقنية المكلفة بالتكوين والتنقيب وتطعيم المنتخبات الوطنية.
أصبح من المتعذر اليوم على العصبة حتى مراسلة الأندية أو توقيع أي إشعار أو تبادل للمعلومات، بفعل تجميد استخدام الأختام والتوقيعات الرسمية. وهو ما أدى إلى حرمان الفئات العمرية من ممارسة نشاطها الرياضي في مجال جغرافي واسع، يعادل مجموع مساحة بلجيكا، هولندا ولوكسمبورغ، ما يشكل خطرا كبيراً على مستقبل جيل بأكمله.
الاضطراب بدأ و بلغ ذروته خلال الجمع العام الأخير غير المكتمل، حيث طفت على السطح اتهامات متبادلة من قبيل بتبديد المال العام، وغياب الشفافية، إضافة إلى الإقصاء الممنهج عبر توقيفات تعسفية، ومحاولات تهميش مجهودات المكتب الحالي. كما وجهت اتهامات بالكولسة وافتعال أزمات لمنع الرئيس الحالي من الترشح لولاية ثانية.
المفارقة المحزنة تكمن في أن جهة فاس مكناس، التي يفترض أن تكون واجهة لكرة القدم المغربية مستقبلا، أصبحت اليوم جهة لا تمارس فيها كرة القدم.
إن الوضع القائم لا يمكن أن يعالج عبر سياسة التلميع ، بل يتطلب تدخلا عاجلا من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من خلال إعادة هيكلة العصبة واستبعاد جميع الوجوه التي ارتبطت بفشل الجمع العام السابق، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وصون حق آلاف الأطفال والشباب في ممارسة الرياضة و محاربة هدر الزمن الرياضي.
الرسالة واضحة، لا يمكن بناء مستقبل كروي قوي في ظل مؤسسات ضعيفة وصراعات شخصية تطغى على المصلحة العامة. جهة فاس مكناس تحتاج إلى كرة قدم حقيقية، لا مجرد ملاعب و كاميرات.