
أخصائيون يظهرون أهمية التوازن النفسي لحماية الطفولة من الرشد المبكر
ملاحظات مستمرة لبعض الآباء لتصرفات أبناءهم الناضجة و الذين يتجاوزون براءتهم بسرعة، متفادين مرافقة ذويهم سنا وصِباً، ومنتمين لعالم يخص الفئة العمرية الناضجة ، من خلال التصرف بجدية مبكرة، ونطق كلمات وعبارات تكبر سنهم ووعيهم بسنوات .الا انهم يتخذونها من بين حواراتهم اليومية البريئة مع العلم انها لا تلائم سنهم ولا تناسب حجمهم الطفولي الصغير الذي يتوسطهم عقل مُقتحم بكلمات وتصرفات تخص فئة عمرية تتمتع بالفُتوة والرشد .من بين ما يصدر عنهم من تصرفات , مراقبة الكبار وتقليد حركاتهم وكلماتهم، كما لو أن الطفولة مجرّد محطة يمكن تخطيها الا أن للأمر تأثير نفسي مستقبلا
في وقت يعتبر البعض هذا التقليد الطفولي دليلاً على ذكاء مبكّر يشير آخرون إلى أنه قد يتحول إلى مصدر قلق حين يُفقِد الطفلَ متعة اللعب الطبيعي، ما يثير تساؤلات حول الحدود الفاصلة بين الوضعيْن الطبيعي والمُقلق، ومسؤولية الأسرة في تحقيق التوازن النفسي للطفل
في سؤال حول تقليد الصغار للكبار، وكيف يكون مقبولا ومتى يُصبح مُثيرا للقلق، قال "هشام العفو"، متخصص ومعالج نفساني: “يمكن تقبل هذا السلوك عندما يقتصر على اكتساب المهارات الإيجابية، مثل تعلم المسؤولية أو آداب الحديث، ويحدث بشكل عفوي دون أن يؤثر على توازن الطفل النفسي أو الاجتماعي- و ان الطفل إذا أصبح يتجنب اللعب كليا، ويفضل العزلة ، أو يقلد سلوكات تكبر سنه ، كالحديث عن مواضيع لا تناسب سنه أو تبني سلوكات عنيفة - التدخين … أو تظهر عليه علامات القلق أو فقدان المتعة، فهنا يصبح الأمر مقلقا ويستدعي الانتباه والتدخل الفوري دون البحث عن الأسباب لان الغرض الاسمى هنا هو المعالجة الفورية فقط لتوازن عقل الطفل و طفولته
كما حَسم هشام العفو في قوله لأحد المصادر الموثوقة أن “ضرورة توفير بيئة آمنة وداعمة تتيح للطفل التعبير عن مشاعره واحتياجاته، من خلال إشراكه في أنشطة جماعية مع أطفال من سنه، وتعزيز ثقته بنفسه من خلال مدحه على سلوكاته المناسبة لعمره، وفي الحالات الأكثر تعقيدا من الضروري طلب استشارة اختصاصي نفسي
وشدّد المعالج النفسي نفسه على أهمية “وضع حدود واضحة وتقديم نماذج إيجابية للسلوك، مع تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم، عبر اعتماد الحوار المفتوح والدعم العاطفي اللذيْن يساعدان الطفل على تقبل ذاته وتقدير كل مرحلة يمر بها، مع تجنب الضغط عليه للنضج السريع أو تحميله مسؤوليات تفوق قدراته
مع الحرص على أن يكون الوالدان قدوة واعية تعكس قيمة كل مرحلة
لتأكيد على أهمية “القدوة الواعية، من خلال التصرف أمام الطفل بما يشير إلى أهمية كل مرحلة عمرية، دون استعجال النضج”، مع الحرص على “المرونة في التوجيه، عبر لسماح للطفل ببعض التصرفات التي تعكس استقلاليته، وتناسب سنه مع مساعدته على العودة للمسار الطبيعي للطفولة
نهيلة المرابط