استفاق دوار “مراحة”، التابع لجماعة سيدي بوتميم بدائرة تارجيست، إقليم الحسيمة، يوم الإثنين 2 يونيو 2025، على واقعة مأساوية أفعمت  الساكنة  باناء  الحزن والأسى ، وذلك بعدما أقدم شاب في عقده الثالث على وضع حد لحياته شنقًا، في ظروف يغمرها الغموض

ووفقًا لما  أوردته المصادر المحلية المختلفة ، فقد عُثر على الهالك، البالغ من العمر 34 سنة، جثة هامدة معلقة إلى جذع شجرة في إحدى زوايا الدوار، في مشهد صادم خلّف حالة من الذعر والحزن العميقين في صفوف الأهالي الذين تجمهروا في محيط الواقعة

وفور إشعارها بالحادث، انتقلت عناصر الدرك الملكي التابعة لسرية تارجيست إلى عين المكان، حيث باشرت الإجراءات القانونية اللازمة، وفتحت تحقيقًا أوليًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في محاولة لفهم دوافع الحادث وتحديد الملابسات المرتبطة

ورفع الحادث الستار  حول تزايد حالات الانتحار في المناطق القروية، كما أعاد  هذا الحادث الأليم إلى الواجهة النقاش في ظل ما تعانيه من نقص  في الخدمات النفسية والاجتماعية، وغياب آليات الدعم والتأطير، خاصة في صفوف فئة الشباب التي تواجه تحديات معيشية وضغوطًا نفسية متراكمة وافتقار المحيط لما تتطلبه فئة الشباب من فرص عمل وعيش سليم 

كما دقّ عدد من الفاعلين في المجتمع المدني ناقوس الخطر، مطالبين بضرورة إيلاء الصحة النفسية ما تستحقه من اهتمام، عبر تعزيز برامج الوقاية من الانتحار، وتوفير فضاءات للإنصات والمرافقة النفسية، وإطلاق حملات تحسيسية تشجع على طلب المساعدة 

مع هذه الظواهر التي لم تعد استثناءً بل مؤشرًا دالًا على عمق الأزمة

وفي انتظار نتائج التحقيقات الجارية، يبقى الحادث بمثابة صفعة مؤلمة تستدعي وقفة تأمل جماعية في واقع الصحة النفسية بالعالم القروي، وأهمية التفاعل المؤسسي

والمجتمعي

نهيلة المرابط 

سايس بريس