مما لا مراء فيه أن المساحات الخضراء تكتسي أهمية قصوى في تخطيط وتهيئة المجال الحضري، إذ تلعب دورا حيويا في إنعاش المدن وإضفاء جمالية المظهر عليها.
علاوة على كونها متنفسا للسكان فهي تعتبر من آليات الحفاظ على البيئة كما تعطي نظرة عن مدى وعي الفرقاء بمتطلبات الاستدامة.
وتندرج هذه المرافق ضمن الوسائل الكفيلة بالتحكم في بعض جوانب النمو الحضري السريع وتجنب مخلفاته السلبية في وقت أصبح فيه مستقبل البشرية مهددا بفعل التغيرات المناخية الغير مسبوقة.
تماشيا مع التعليمات الملكية السامية ، تولي بلادنا عناية فائقة للحفاظ على البيئة وتعمل على إدماج مستلزماتها في عمليات تخطيط وإعداد المجال.
تتبلور هذه السياسة الرشيدة في انخراط بلادنا في هذا المسلسل على الصعيد الدولي، والوطني والمحلي.
- يتجلى هذا الاهتمام في كون المغرب قد حظي بشرف تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) وهو قمة مناخية عالمية انطلقت بمراكش شهر نونبر سنة 2016، وكان من أهم أهدافها إقناع الدول بالالتزام بخفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
- ويطمح المغرب إلى أن يلعب دورا رائدا في الحفاظ على البيئة وتحقيق التمنية المستدامة وذلك من خلال وضع برامج التنمية وانتقاء المشاريع الأكثر ملائمة لهذا التوجه، كالنهوض بقطاع الطاقات البديلة ، وإنعاش مشاريع المنتزهات الوطنية والمحميات الطبيعية، ونهج سياسة الحفاظ على الثروات الطبيعية وترشيد استغلال الموارد المائية، ووضع معايير دقيقة للتهيئة الحضرية.
- على الصعيد المحلي، إلى جانب إنجاز مشاريع كبرى ذات إشعاع جهوي، يجب التركيز على ضرورة تعهد هذه المرافق بصيانة مستمرة، ورعاية متتالية حتى تفي بالآغراض المتوخات من إنشائها.
وفي هذا الضدد، نشير إلى مبادرة هادفة رغم صغر حجمها، فإنها تعكس وعي الفرقاء الاقتصاديين والاجتماعيين بضرورة إعداد بيئة طبيعية سليمة توفر لساكنة حي البساتين فضاء للراحة. تمثلت هذه المبادرة في تنقية و تنظيف الحديقة العمومية وسط الحي، هذا وبفضل تجند السلطات المحلية وعلى رأسها السيد قائد المقاطعة 11 بحي البساتين، نظمت عملية تشاركية جمعت شركة "ميكومار" حمرية، وفدرالية المجتمع المدني وبعض الجمعيات المنضوية تحت لوائها، الهدف منها إخراج الحديقة المذكورة من الحالة المزرية التي كانت عليها. تعتبر هذه الورشة منطلقا إيجابيا لإضفاء الرونق على حي البساتين، وصيانة

المنشآت القائمة بغية الرفع من جودة الخدمات التي تقدمها للسكان.